إدارة الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن لمحافظتي الفروانية والجهراء
درس التائبين

درس التائبين

07 مايو 2025

من المؤكد والواضح علناً عدم الاحتجاج بالقدر على المعاصي، لماقيه من إسقاط لمسئولية العبد عن أفعاله، وأنه بتعارض مع العدل الإلهي، وكذلك بمنع الإنسان من العدول عن الذنب والتوبة لأن الإنسان بطبعه إذا ظن أنه مجبور لن يسعى للتوبة.

جاء ذلك خلال الدرس التربوي الذي أقيم لصف التائبين في المؤسسات الإصلاحية قي مادة العقيدة للمحاضرة سارة الشمري تحت عنوان " الاحتجاج بالقدر على المعاصي" في مركز مبارك الحساوي نساء صباحي التابع لإدارة الدراسات الإسلامية لمحافظتي الفروانية والجهراء في وزارة الشؤون الإسلامية.

وأوضحت الشمري في محاضرتها: إنه قد يتعلل بعض المذنبين المقصرين على تقصيرهم وخطئهم بأن الله هو الذي قدر هذا عليهم؛ وعليه فلا ينبغي أن يلاموا على ذلك، وهذا لا يصح منهم بحال؛ فلا شك أن الإيمان بالقدر لا يمنح العاصي حجة على ما ترك من الواجبات، أو فَعَلَ من المعاصي فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال، وسائر أنواع الفساد في الأرض، ويحتج بالقدر. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه، بل يتناقض، وتناقض القول يدل على فساده، وقد دلَّ الشرع والواقع على أن للعبد مشيئةً واختيارًا وقدرةً على الفعل قد دلَّ الشرع والواقع على أن للعبد مشيئةً واختيارًا وقدرةً على الفعل

وأكدت: إن الله تعالى أمر عباده ونهاهم، ووعد الطائعين بجنته ورضوانه، وأوعد العاصين بالعقاب، وهو سبحانه لم يكلِّف عبادَه إلا ما في وسعهم ويستطيعون القيام به.

ونوهت: أنه لا شكَّ أن الإنسان يسعَى في هذه الحياة آخذًا بالأسباب لجلب ما ينفعه ودفع ما يضره، فما بال بعضهم يحتجّ بالقدر على مخالفته لأمر الله تعالى؛ حيث يعدل عمَّا ينفعه في أمور دينه؛ بارتكاب ما نهى الله تعالى عنه؛ متعلِّلًا بالقدر، ويتبادر إلى الذهن سؤال: أليس الشأن واحدًا؟! فلماذا لا يكون النهجُ واحدًا؟!

وبالمثال يتضح المقال: فلو كان بين يدي الإنسان طريقان: أحدهما ينتهي به إلى مجتمع كله فوضى ونهب، والثاني ينتهي به إلى مجتمع كلّه نظام وأمن مستتبّ وعيش رغيد واحترام للنفوس والأعراض والأموال، فأيُّ الطريقين يسلك؟ إنه سيسلك الطريقَ الثاني الذي ينتهي به إلى النظام والأمن، ولا يمكن لأي عاقل أبدًا أن يسلك طريق الفوضى والخوف ويحتج بالقدر، فلماذا يسلك في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتج بالقدر.

وأضافت: إن رحمة الله أوسع، وأن إحسانه عظيم، وأنه جل وعلا هو الجواد الكريم وهو أرحم الراحمين وهو خير الغافرين ومتى تاب العبد إلى ربه توبة صادقة تاب الله عليه، فالتمسك بالدين الإسلامي هو الطريق إلى بقاء ودوام القيم الأخلاقية التي تعتبر إطاراً مرجعياً لسلوك الفرد وأسلوب حياته والأخلاق هي الدعامة الأولى لحفظ كيان المجتمع.

 كان هذا الدرس الخاص بصف التائبين هو ثمرة الشراكة بين وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية وقد حضر مدير إدارة المؤسسات الإصلاحية عميد ركن فهد العبيد ومدير إدارة سجن النساء عقيد نوف الكهيلي ومساعد مدير سجن النساء مقدم مي الهاجري.

كتبه: سالم الفرحان

معرض الصور
إدارة الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن لمحافظتي الفروانية والجهراء